سالم بوحاجب

سالم بوحاجب هو شاعر وكان قاضيًا وإمامًا ومصلحًا تونسيًا، من مواليد بنبلة( 1824 أو 1827- 14 تموز1924) كان الشيخ بوحاجب من رواد الإصلاح ومن أئمة الاجتهاد البارزين لا في تونس فحسب بل في العالم الإسلامي، كما شهد بذلك أعلام عصره وفي طليعتهم الشيخ “محمد عبده”.

ورغم علمه ودرجة اجتهاده وعلو شأنه، فإن الشيخ يكون قد تعرض للغبن والتهميش، ولعلّ جهات معينة قد عملت على التقليل من دوره والنيل من شأنه خوفا من جرأته ومن شجاعته التي كثيرا ما كانت تزعج السلطات والجهات المرتبطة بها .وهذا ليس غريبا، فالشيخ سالم كان جريئا في شروحه وفي اتصالاته، وكان كذلك على المنبر في خطبته الجمعيّة حيث كان طليعة المجددين وكان الناس يتدافعون للصلاة في مسجده للاستماع إلى محاضراته وخطبه،

لقد كان الشيخ سالم بوحاجب أول من جدد مضامين الخطبة المنبرية، ولم يسبقه أحد لذلك فكان أول من طور نص الخطبة ليعالج المشاكل الاجتماعية وقضايا الشعب وتحليل الظواهر المختلفة، وتوجيه الناس ونقد المعاملات وإصلاح أحوال الناس وعلاقاتهم ببعضهم وتمتين الروابط وكان لا يتردد في الإشارة إلى أهم الأوضاع السياسية تصريحا وتلميحا.

من آثار الشيخ بوحاجب وهي ليست بالكثيرة ولكنها هامة، هذا بالإضافة إلى مساهمته في دعم حركة الإصلاح وتدعيم انجازاتها وخاصة خلال تولي خير الدين للوزارة الكبرى (1873 – 1877) فإنّ للشيخ شروح كثيرة مثل شرحه على ألفية بن عاصم الأصولية وتقارير على البخاري وشرح لصحيح مسلم على أساس كتاب صحيح مسلم للإمام المازري.

وله أختام رمضانية رائعة فريدة وهي حوالي ستين ختما جامعا لغرر المسائل وفيها من الملائمة بين متطلبات الشريعة ومقتضبات التمدن والحداثة وهو فارس هذا المنهج ورائده ممّا جعل الجماعة المؤسسة للجمعية الخلودنية ترشحه ليكون أول من يتلقى من محاضرة رائعة أبرز فيها أروع معاني الفكر الإصلاحي والاجتماعي.

وكان مخلصا وصادقا في الدعوة إلى عالم متطور ومتقدم وحر، ويجد فيه الناس أسباب المناعة والكرامة والمجد. وكان إلى جانب مكانته العلمية ودوره الإصلاحي والديني أديبا لامعا وشاعرا مجيدا، وكان برغم أعماله ومهماته يزور مسقط رأسه بنبلة ويهتم بأرضه وزياتينه، ولامه البعض على ذلك فرد عليهم قائلا:

علينا عباد الله خدمة أرضنا

فما هي في الحقيقة إلا أمنا

فنشأنا منها ومنها معاشنا

وإن عافنا الزمان فهي تضمنا

ومن شعره موصيا أبناءه

أبني لا تبكوا لفقد أبيكم

فرضاه يكفل بالمنى المستقبل

ما مات من أبقى رجلا مثلكم

فحياتكم لحياته كالتكملة

أوصيكم بالاتحاد وإن تروا

إخوانكم في البر مني مبدلة .

اقرأ ايضاً
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.