بيرم التونسي

بيرم التونسي أو محمود محمد مصطفى بيرم الحريري هو شاعر مصري، ذو أصول تونسية، ويُعد من أشهر شعراء العامية المصرية,  ولد الشاعر بيرم لعائلة تونسية، كانت تعيش في مدينة الإسكندرية، بحي السيالة في (23 آذار 1893 – 5 كانون الثاني 1961). وفي وقت مبكر من صدر شبابه، ربط الفن بينه وبين سيد درويش، وعمق صداقتهما، وجمعهما في السهرات الفنية التي كانت تشهدها الإسكندرية في ذلك الوقت، وكتب بيرم لسيد درويش عدة أغان و أوبريت شهرزاد.

ودخل بيرم التونسي مجال الصحافة حيث أصدر صحيفة «المسلة»، تبعها بعد ذلك بالعمل في عدة صحف مصرية. وتم نفي بيرم التونسي عدة مرات؛ فقد نُفي من مصر إلى تونس ثم إلى باريس ، لتبدأ حياته كشاعر منفي يحن إلى وطنه وظهر ذلك في أعماله التي كان يقوم بها وهو في المنفى.

تقابلت أم كلثوم ببيرم في نهاية عام 1940. كان بيرم قد عاد إلى مصر متسللاً بعد عشرين سنة في المنفى وذلك في 8 نيسان عام 1938، وظل مختفياً حتى صدر العفو عنه. وكان صيته قد ذاع في تلك الفترة، وعرف الوسط الفني والأدبي قصته بما فيه أم كلثوم التي كانت تعرف ماضيه في الصحف وتأليف المسرحيات الغنائية،

فطلبت من شيخ الملحنين الشيخ زكريا أحمد أن يعرفها على الزجال بيرم التونسي. وتم التعارف بين بيرم وأم كلثوم، واتفقت معه على مجموعة من الأغاني يلحنها زكريا أحمد. وبدأ بيرم في أول أعماله الغنائية مع أم كلثوم في أبريل عام 1941، بتأليف أغنية «أنا وأنت»، ثم يتبعها بأغنية أخرى وهي أغنية «كل الأحبة» التي يقول في مطلعها:

كل الأحبة إتنين إتنين             وانت يا قلبي حبيبك فين

يطلع علي البدر جميل            يا بدر مالي أنا ومالك

ماليش يابدر نديم وخليل        أوريه ويوريني جمالك

وقامت ثورة 1952 في مصر ففرح بها بيرم وأيدها وقال فيها الأشعار والأزجال. وفي عام 1954 حصل بيرم على الجنسية المصرية. ثم دخل بيرم المجال الفني فألَّف الكثير من الأغاني والمسرحيات الغنائية وتعامل مع أم كلثوم، و فريد الأطرش، و أسمهان، ومحمد الكحلاوي، و شادية، و نور الهدى، و محمد فوزي، كما قدم العديد من الأعمال الإذاعية.

وهو ما دفع الرئيس جمال عبد الناصر إلى منحه جائزة الدولة التقديرية عن جهوده في الأدب والفن عام 1960.

ولم يمر عام على تقدير الدولة المصرية له حتى رحل عن الدنيا في أيار 1961، بعد معاناة مع مرض الربو ، تاركا للأجيال التالية إرثًا كبيًرا من الأزجال و القصائد و المسرحيات، وتجربة عريضة مليئة بالدروس، خاصة في مجال النضال الاجتماعي من أجل الوطن، مما جعله يستحق عن جدارة لقب فنان الشعب، وشاعر العامية، و هرم الزجل

اقرأ ايضاً
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.