خالدة سعيد

كاتبة وناقدة وأكاديمية لبنانية من أصل سوري من مواليد سورية, درست الأدب العربي في دمشق ومن ثمّ في الجامعة اللبنانية في بيروت وحازت شهادة الدكتوراه في الأدب من جامعة السوربون في فرنسا. درّست في عدة مدارس ثانوية في لبنان, قبل أن تنتقل للتفرغ في التعليم في الجامعة اللبنانية وذلك بين عامي (1958 و1996), وبعد تقاعدها من التعليم تتنقل بين سورية وبيروت, وفرنسا, هي زوجة الشاعر والمفكر السوري أدونيس.

كتبت في بداياتها بعض المقالات باسم: خزامى صبري, ويبدو أنها اختارت هذا الاسم المستعار هربًا من الشهرة والأضواء وقناعةً منها أن مواكبة ثورة “شعر” تفترض الكثير من المراس والدربة, ومنذ العام 1959 دأبت على توقيع مقالاتها باسمها الحقيقي, وكان من أبرز ما كتبته حينذاك مقالتها الفريدة عن ديوان “لن” للشاعر أنسي الحاج الذي كان في مقتبل حياته الشعرية, “حمل هذا المقال قضية الديوان بحماسة وألقى ضوءًا ساطعًا على شعريته الفريدة, وجماليته المتشنجة وهو ما برح يُقرأ بشغفٍ مثله مثل الكثير من مقالات خزامى أو خالدة”.

تعدّ من المساهمين الفاعلين في حركة الحداثة الأدبية العربية منذ بداياتها عبر دورها النشط في “خميس مجلة شعر” البيروتية, وكتاباتها المقالات النقدية في هذه المجلة, بدءًا من العدد الثاني من صدورها في العام 1957, وقد أطلقت عليها صحيفة النهار اللبنانية لقب “أيقونة النقد العربي الحديث في بلادنا” ووصفتها جريدة الحياة اللندنية بـ”«شاعرة» النقد العربي”, لخالدة العديد من الكتب والترجمات والمقالات والدراسات والأبحاث في مجال النقد الأدبي, فضلاً عن ممارستها التعليم العالي في كلية الآداب في الجامعة اللبنانية لحين تقاعدها.

عرفت خالدة سعيد عن كثب معظم الشعراء العرب المعاصرين, وبخاصة الطليعيين منهم ممن واظبوا اللقاء في منزلها, خلال خميس مجلة شعر في بيروت, فهي المرأة المثقفة التي برزت موهبتها النقدية باكرًا منذ صدور كتابها النقدي «البحث عن الجذور» عن دار مجلة شعر (1960) و”حركية الإبداع” (1982) مرورًا بعشرات المقدمات التي كتبتها للكثير من الدراسات والموسوعات الفكرية, فضلاً عن ترجمتها لكتاب والس فاولي “عصر السريالية”, ثم ترجمتها لمختارات من قصص إدغار آلن بو  وإعدادها كتاب: الأعمال الكاملة لسنية صالح, الذي قدمت فيه قصائد ومقالات وقصصًا منسية لسنية تُنشر للمرة الأولى, ثم “في البدء كان المثنى” (2009)، و”فيض المعنى”.

ولا تزال خالدة منذ أكثر من نصف قرن تمارس فعل الكتابة والنقد وقد واكبت نقديًّا أيضًا أعمال الشعراء: محمود درويش وعباس بيضون وعبد المنعم رمضان ووديع سعادة وأمجد ناصر وكثر غيرهم.

اقرأ ايضاً
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.