بدر الدين الحامد

بدر الدين الحامد هو شاعر ومناضل وطني، من مواليد مدينة حماة (1897 م – 1961 )، وقضى حياته فيها. ترعرع في أسرة محافظة يغمرها العلم ويفيض منها الشعر والأدب، فأبوه وأخواله وإخوته كلهم أدباء، وكلهم من العلماء في مدينة حماة، فنشأ متأثراً بهذا المناخ.

درس على يد أبيه العلوم الدينية والقرآن الكريم واللغة العربية، وبعد أن أنهى دراسته الثانوية انتقل إلى دار المعلمين ونال أهلية التعليم الابتدائي عام 1923، ثم تخرج من الكلية الصلاحية بالقدس، وقد اعتنى بإخوته وخاصة أخيه العالم محمد الحامد،ووفر لهم سبل العيش الكريم.

حين خيّم الاستعمار الفرنسي على سوريا عام 1920 ، كان بدر الدين الحامد في أوج شبابه وحماسته وتفجر شاعريته، فشارك في الحركات الوطنية، واتجه للشعر القومي والسياسي يلقيه في المناسبات، ويثير به العزائم، كما انخرط في العمل الوطني ومحاربة الاستعمار الفرنسي (الذي امتد بين عامي 1920-1946) حيث كان من رجالات الكتلة الوطنية التي كان يرأسها شكري القوتلي.

ألقي القبض عليه إبان ثورة حماة عام 1925 وزُجّ به في السجن، حيث ذاق صنوف العذاب والقهر في معتقله، ولاسيما بعد إخفاق محاولته في الهرب، وقد تحدث عن هذه التجربة المرة في شعره، فقال:

 

نعم ولافخرَ أقدمنا وليس لــنا               هوىً بغير ظلام السجنِ والصَفَدِ

مالي وللذكريات السود أنبُشها             الدهرُ يُنصِف والتاريخ في رَشَدِ

ولما أفرج عنه بكى كثيراً -كما يقول- على ما صارت إليه البلاد، وكأن هذه الحوادث أيقظت فيه الشعور بالألم مرة ثانية، فانصرف إلى نظم الشعر الباكي.

 

كان لبدر الدين علاقة وطيدة برئيس الكتلة الوطنية رئيس الجمهورية شكري القوتلي، وله فيه قصائد كثيرة، من ذلك قصيدة قالها مرحـّباً به حين زار حماة سنة 1947:

 

شكري العظيم زعيم الدار منقذنا           فكلُّ فضلٍ إلى ناديه مرجــوع

قفْ في حمانا وحيِّ الرافدين فكم                    حيَّاكَ منهُم بساح الروْعِ مصروعُ

أمضى الشاعر بدر الدين حياته متنقلاً بين التدريس والعمل الإداري، فبعد أن درّس اللغة العربية وآدابها في مدارس حمص وحماة أكثر من ستة وعشرين عاماً، عين عام 1946 مفتشاً للمعارف في حماة، ثم مديراً للتربية فيها. كما كان له نشاط اجتماعي، فقد كان عضواً في الرابطة الثقافية التي ضمت خريجي الكلية الصلاحية.

أصدر ديوان «النواعير» سنة 1928، ورواية «ميسلون» سنة 1946 وهي عبارة عن مسرحية شعرية تبدأ أحداثها بإعلان الملكية في سوريا وتتويج الملك فيصل عام 1920 وتنتهي بخروجه من دمشق في 28 تموز من نفس العام. طبعت وزارة الثقافة بعد وفاته آثاره الشعرية الكاملة عام 1975 في مجلدين باسم «ديوان بدر الدين الحامد».

 

لقد أثر ظلام السجن والحياة المضطربة التي عاشها، وإقباله على مباهج الدنيا، أثرت جميعها في صحته، فاصطلحت عليه الأمراض والعلل، وهدت جسمه الناحل، إلى أن لقي المنية في 2 تموز عام 1961 في مدينته حماة ودفن فيها.

اقرأ ايضاً
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.