أحمد اللغماني

أحمد اللغماني هو شاعر تونسي, من مواليد بالزارات سنة 1923. ويعتبر اللغماني من ابرز الشعراء المتمسكين بجماليات الشعر العربي في شكله ومضمونه. عرف بشعره الوطني والإجتماعي.

وله ديوانان ” قلب على الشفة ” و”سي الحبيب” ويعتبر اللغماني من ابرز الشعراء العرب الذين ما زالوا على قيد الحياة والمتمسكين بجماليا ت الشعر العربي في شكله ومضمونه عرف بشغفه بالشخصية الكارزمية للرئيس الراحل الحبيب بورقيبة وبما قدمه للوطن من تضحيات فأثر ذلك على قسم من شعره الذي يخلد فيه هذا القائد ومن ذلك قصيدته التي مطلعها:

منستير والشاطئ الأزرق ومصطافه الأهل المشرق

وشهر أغسطس لما أطل حواشيه تبر واستبرق

مستعرضا فيها ما عاناه الزعيم الراحل في سبيل تونس, ومن قصائد أحمد اللغماني في الحنين إلى مسقط رأسه الزارات وصباه وشبابه بقصيدة “كفَّي الملام”:

 

كُفّي الملام ولا تزيدي ما بي هلاّ كفاكِ تشرُّفي وعذابي؟

وانسَيْ عتابك وارفقي بي إنني حُمّلتُ ما حمّلتُ من أوصابي

لا تعتبي إن فرّقتْ ما بيننا نُوَب الزمان وطال عنك غيابي

فلقد حَملتُ هواكِ بين جوانبي وجعلت ربعك في النوى محرابي

وجعلتُ زادي منك ذكرى حلوةً عبّأت منها مزودي وجرابي

أحيا بها في البُعد، فهي لفرحتي وسعادتي سبب من الأسباب

أرأيتِ أني ما سلوتك لحظةً أبدًا. وهل أسلو ربوع شبابي؟

فانْسي عتابك لحظة وترفّفي فلقد أتيتُكِ أستحثّ ركابي

أقبلتُ يا «زاراتُ» ظمآناً إلى عينٍ تسحّ وجدول منساب

لي من مناهلكِ السخية رشفةٌ هي في فمي الصادي ألذّ شراب

وبحوض عينك سبحة وتقلّب ٌ وعلى رباك تلاعب وتصابي

وبظلّ نخلكِ مجلس أهفو لهُ في الخِيرة الظرفاء من أصحابي

أيام كنا والشباب جناحنا كالطير بين خَمَائِلٍ وروابي

تبعاتنا تُلقى على مرح الصبا وعلى انتفاضة عمرنا الوثّاب

نمضي إلى آرابنا لا ننثني، لا شيءَ يُرجعنا على الأعقاب

نسعى إلى اللذات وهي متاحةٌ سعيَ الفَراش لنفحة الأطياب

ونصيدها صيدًا إذا نفرتْ، فلا نرتدّ عند مَوَانِعٍ وصِعاب

تلك العهود فهل لديكِ حديثها؟ هل من رجوع للصبا وإياب؟

والعينُ؟ هل من خطْرةٍ في دربها؟ ضُمّي ليَ الأشتات من أترابي

لِنؤمَّ نهج العين في تجوالنا ونَجوبه في جيئة وذهاب

والوارداتُ الفاتنات روائحٌ للنبع بين صبيِّةٍ وكَعاب

حمرُ الغلائل قد نسجنَ من الضحى ومن الأصيل، مضرّج الجلباب

يخطرْنَ في خطواتهنَّ كأنما يحسبنَ للإيقاع ألف حساب

اقرأ ايضاً
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.