محمد الأخضر السائحي

محمد الأخضر السائحي, كان أديبا وشاعرًا جزائرياً من شعراء الكلاسيك. من مواليد العالية- ولاية ورقلة( تشرين الأول- أكتوبر 1918- 11 تموز- جويلية2005).

ينتمي إلى عائلة الأخضري المتفرعة من عرش أولاد السائح المنحدر من سيدي أمحمد السايح بن أحمد بن علي بن يحي (أوائل القرن التاسع هجري أواخر القرن الخامس عشر ميلادي), أحد الرجال الصالحين بالمنطقة والموجود ضريحه بمنطقة جلالة بلدية بلدة عمر دائرة تماسين.

حفظ القرآن الكريم في التاسعة من عمره بمسقط رأسه على يد مشايخ في قريته، أشهرهم الشيخ محمد بن الزاوي، والشيخ بلقاسم شتحونة، وأجيز على حفظه سنة 1930، ثم أخذ يعلمه للصبيان بمسقط رأسه لمدة تجاوزت السنتينٍ.

غير أن حبه للعلم دفعه للانتقال إلى مدينة القرارة في ولاية غرداية لينتسب إلى معهد الحياة ليتتلمذ على يد الشيخ إبراهيم بيوض لمدة سنتين، حيث أتم مقرر الثلاث سنوات في سنة واحدة، ليلتحق بعدها ورغم الضائقة المالية وحالة أسرته الفقيرة بتونس جامعة الزيتونة سنة 1935.

حيث لم يكتف بالدراسة بل كان ينشط في الميدان الأدبي والمسرحي، وإلى جانب العمل الفكري، كان يشارك في النشاط السياسي الاحتجاجي ضد الاستعمار الفرنسي في المغرب العربي.

حيث كان يكتب ونشر العديد من الأعمدة في الصحف كلفته غاليا، باعتباره أحد رموز الحركة الوطنية في تونس تلك الفترة، وكما كان من الاعضاء المؤسسين في جمعية الطلبة الجزائريين الزيتونيين وكتب نشيدها ولم يتجاوز حينها عمره السابعة عشرة سنة :

 

سندرأ بالسيف عنك الـعذاب                ونرفع بالـعلم فيك الـعلم

فمن للـجزائر غير الشــباب                  يجـاهد بالسيف أو بالقلم

يتوق إلى العيش حرا مهابـا                 يرى الحرب مستعراً كالسلم

فإنّا بنــو الفـاتحين الأول                      بلادي وأشبـال تلك الأسـود

لنا نهجوا إسـوة في العمل                  سيرضيك منّا ويرضي الجدود

غـــداً يتحقق ذاك الأمل                      لديك وليـس الغــد ببعيد

سعى مع مجموعة من الشباب لتأسيس جمعية الأمل للفن والتمثيل وتأسيس فوج للكشافة وأسس عدة مدارس بين تماسين وتڤرت، كمدرسة النجاح ومدرسة الفلاح بقرية(تماسين)، المدارس التي كان الاستعمار الفرنسي يغلقها تباعا.

كما شكل فرقة مسرحية وساهم في إيفاد عدد من الطلبة إلى تونس ومصر لطلب العلم، وكما مارس التعليم لبعض الوقت بمدينة باتنة (400 كلم شرق الجزائر)، ثم انتقل إلى العاصمة في 1952، ليعمل ضمن مدارس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين والتحق بالإذاعة آنذاك.

وعمل منتجا إلى جانب مزاولته مهنة التدريس في عدد من ثانويات العاصمة كثانوية القبة (حسيبة بن بوعلي حاليا) ومدرسة السعادة بحي بلكور، ثم انقطع للإنتاج الإذاعي حتى الاستقلال.

بعد الاستقلال جمع الفقيد بين التعليم والعمل الإذاعي في كل من ثانوية ابن خلدون والثعالبية بالعاصمة إلى أن تقاعد في تشرين الثاني-نوفمبر سنة 1980.

خلف الشاعر السائحي، الذي كان ينشر إنتاجه في كثير من الجرائد والمجلات التونسية والجزائرية، عددا من المؤلفات المطبوعة منها:

«همسات وصرخات» عن دار المطبوعات الجزائرية 1967

« جمر ورماد » عن الدار العربية للكتاب بتونس

«ألوان بلا تلوين » عن الشركة الوطنية للنشر والتوزيع وبه جمع النكت والطرائف التي كان يذيعها في برنامجه الإذاعي ألوان ثم نماذج،

وعرف كتابه للنكت « ألوان بلا تلوين » رواجا كبيراً إذ طبع أربع مرات وسرعان ما نفذ من المكتبات.

كما ترك السائحي ديوانا للأطفال عن دار الكتب بالجزائر سنة 1983.

وكتاب إسلاميات عن المؤسسة الوطنية للكتاب سنة 1984.

وكان السائحي ضمن الأعضاء المؤسسين الاتحاد الكتاب الجزائريين سنة 1964.

وشغل منصب الأمين العام المساعد في الهيئة الثالثة (آذار-مارس 1981).

كما شارك في كل النشاطات الأدبية داخل الجزائر حيث كان أحد الوجوه الدائمة الحضور في الملتقيات الثقافية في الجزائر.

وحضر أغلب مؤتمرات اتحاد الكتاب العرب،و مثل الجزائر في عدد من المهرجانات الثقافية الدولية ومهرجانات الشعر في كثير من العواصم العربية.

توفي محمد الأخضر السائحي  في 11 تموز-جويلية 2005 في الجزائر العاصمة عن عمر يناهز ال86 عام.

اقرأ ايضاً
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.