مصطفى فروخ

مصطفى فروخ كان من أشهر الرسامين التشكيليين اللبنانيين في القرن العشرن. محلة البسطة التحتا في بيروت ( 1901- 1957).

خلد الطبيعة اللبناية برسوماته. يعتبر مصطفى فروخ بين رواد الفن اللبناني الحديث وأحد الأربع الكبار الذين خطوا الطريق للفنانين اللبنانيين اللاحقين. مدماك تأسيسي في تاريخ الفن اللبناني الحديث، وقامة فنية شاهقة بشموليتها الابداعية.

في سنة 1924م سافر فرّوخ من بيروت إلى روما  إلى جانب تميزه في فن التصوير والرسم والكاريكاتور، كان ناقدا ً فنياً ثاقب البصيرة، ومؤرخاً فنياً متعمقاً في فنون الغرب والشرق معاً.

نتذكره اليوم، وقد مر على رحيله خمسون عاماً بلورت موقعه المتجذر والمتقدم في نشوء حركة الفن التشكيلي العربي الحديث.

ترك نحو 5000 لوحة بمختلف التقنيات بيعت في لبنان والخارج. وترك كتباً مطبوعة:

1) رحلة إلى بلاد المجد المفقود: دراسة لفن العمارة والزخرفة في الأندلس.

2) قصة إنسان من لبنان: سيرة حياته بشكل قصصي.

3) الفن والحياة: مجموعة مقالات في الفن وارتباطه بالحياة.

4) طريقي إلى الفن: نقد فني في صيغة السيرة الذاتية وتاريخ الفنون.

5) وجوه العصر: رأيه في فن الكاريكاتور وصور لمعظم أعماله الكاريكاتورية.

وترك مخطوطة “صوت الحق” (آراؤه السياسية في حقبة الاستقلال، بنقد لاذع لسياسة تلك الحقبة وساستها).

كما ترك مفكرة يومية تتضمن مذكراته وآراءه في الفن والمجتمع والوسط السياسي وحال البلاد والعباد، في حقبة مفصلية من تاريخ لبنان.

فهو عايش نهاية الحكم العثماني والحرب العالمية الأولى، ثم حقبة الانتداب الفرنسي وقيام دولة لبنان الكبير والمؤسسات، فالانتقال إلى مرحلة الاستقلال من 1943 حتى وفاته.

درس الرسم فترة طويلة: في الجامعة الأميركية (بيروت)، ودار المعلمات الرسمية، ومدرسة مار افرام (زحلة، وكان على رأسها الشاعر سعيد عقل).

وألقى العديد من المحاضرات حول الفن والحياة والمجتمع في الندوة اللبنانية. وعرضت لوحاته متاحف ومعارض عالمية في روما وفرنسا ونيويورك وغيرها، ودخل اسمه (سنة 1950) في قاموس الفن العالمي Benezit.

وفي بيروت أقام أول معرض له (1928) في دار الوجيه أحمد بك أياس، فاحتفلت به بيروت وأهلها ومثقفوها وصحافتها، وكان ذاك أول معرض فردي لفنان بيروتي يصور موضوعات اجتماعية.

بعده أقام معرضاً في الجامعة الأميركية (ال”وست هول”) عرض فيه لوحات من مختلف الأنواع الفنية: المنظر الطبيعي، البورتريه، اللوحة التاريخية، صور الحياة والبيئة.

ولم يعرض فيه لوحات العاريات لقناعته بأن مستوى ثقافة الناس آنذاك لا تحتمل بعد رؤية أجساد عارية. توخى ايقاظ فكرة الجمال في هذا الوطن،

رامياً للاتجاه بالفن إلى “وجهة قومية نحن بأشد الحاجة اليها”، في حين تعصف تيارات الحداثة تعصف في سماء المدارس الفنية القومية الأوروبية وتقوض أسسها ومعالمها.

كان فروخ مدركاً مسألة التباين في الشوط الحضاري (على صعيد الفنون) بين بلادنا والغرب. وفي حين كان يسعى إلى زرع بذور نهضة فنية تسعف في انتشار الثقافة الفنية في المجتمع السوري (مرحلة التحول الكبير من النظام العثماني المتخلف إلى النظام الاستعماري الفرنسي في عهد الانتداب).

في مطلع الثلاثينات كانت شخصية فروخ تعيش حالة السعي لرأب الصدع بين الواقع الاجتماعي المتخلف وضرورة أن يلعب دوراً نهضوياً بفنه، وبين أحلامه نحو الفن العالمي ومواكبة روح العصر.

توفي مصطفى فروخ يوم 16 شباط\ فبراير 1957 بعد مرض شديد.

اقرأ ايضاً
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.