باية محي الدين

باية محي الدين هي فنانة تشكيلية جزائرية. من مواليد برج الكيفان بالجزائر ( 12 كانون الأول\ ديسمبر 1931 – 9 تشرين الثاني\ نوفمبر 1998) إسمها الحقيقي فاطمة حداد. لم تكن توقع لوحاتها فقط باسمها. تعتبر باية واحدة من الأسماء المتميزة في الفن التشكيلي. ليس في الجزائر والوطن العربي فحسب بل في العالم.

كانت يتيمةَ الأبوين منذ الولادة ربتها جدتها لتساعدها فيما بعد عندما تكبر في الفلاحة. كانت جدتها تعمل وتقيم عند مستعمرين فرنسيين.

وفي 1943 أخذتها أختُ صاحب المزرعة “مارغريت كامينة ” لتساعدها في أشغال البيت. كان بيت السيدة مارغريت” الواقع في الجزائر غاية في الجمال والروعة ما أبهر باية.

شرعتْ باية في تشكيل تماثيلَ صغيرةٍ لحيوانات وشخصيات من خيالها من الطين فقط!. أُعجبتْ صاحبةُ البيت بفنها فشجعتها ودعمتها بأدوات للرسم.

اهتم بها النحاتُ الفرنسي جون بيريساك وعرض رسوماتِها على أيمي مايغت ” Aimé Maeght” (1906 – 1981). وهو تاجرُ أعمالٍ فنيةٍ ومؤلفٌ ومنتجُ أفلامٍ معروفٌ آنذاك، ومديرُ مؤسسةِ “مايغت” للفنون.

عُرضتْ أعمالُها – لأول مرة – على الجمهور الفرنسي بباريس سنة 1947 ونالت أعمالُها نجاحاً باهراً. أُعجب الجمهورُ والنقادُ بهذا الفن الفطري الذي ميز أعمالها. كانت ( باية )طفلةً لم تتجاوز الثالثةَ عشرة عندما رسمتْ.

ما وجده الفنانون شيئاً رائعاً, رغم سذاجته وبساطته، فاهتم بها الفنانون حتى إن بابلو بيكاسو الفنانَ العالمي (1881 ـ1973) طلب منها أن ترافقه ليعلمها الرسمَ. فبقيتْ برفقته عدةَ أشهر، استفادت خلالها كثيراً. نشرتْ “مجلة فوغ” صورتَها بينما كان عمرها لا يتجاوز السادسة عشْرةَ.

التقت بجورج براك من مؤسسي المدرسة التكعيبية، فعملت لبلدية في فرنسا أعمالاً من الفخار. عادت باية للجزائر والتحقت بجدتها تم تزوجت وكانت الزوجةَ الثانيةَ للموسيقار الأندلسي الحاج ( محفوظ محي الدين ) الذي يكبرها بـ 30 سنة.

توقف مشوارها الفني ودام جموده عشرَ سنوات. وفي 1963 اشترى المتحف الجزائري أعمالها وعرضها، تحت إلحاحٍ كبير من مديرة المتحف. باية تعود للرسم ولم تتوقف عنه؛ فمنذ ذلك الوقت عُرضت أعمالُها في كلٍ من الجزائر وباريس والعالم العربي. الكثيرُ من أعمالها محفوظٌ في مجموعةِ الفن الساذَج في لوزان بسويسرا

توفيت الفنانة باية محي الدين في مدينة البليدة 9 تشرين الثاني\ نوفمبر 1998 عن عمر يناهز ال67 عام.

اقرأ ايضاً
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.