“هليوبوليس” حرب شرسة بين حلمين مختلفين لوطن واحد

قصة خيالية مؤثرة، مستوحاة من أحداث حقيقية، يتناولها الفيلم الجزائري التاريخي “هليوبوليس” الذي تدور أحداثه حول انقسام عائلة ” زناتي ” التي لطالما حلم الأب فيها “سي مقداد” بأن تكون مثالية وربّى ولديه محفوظ ونجمة على القيم الإسلامية دون التفريط في الثقافة الغربية. ولكن نزاع شرس دبَ بين أخ وأخته بسبب الاختلاف في حلم كل منهما بالجزائر كوطن. وبالتالي كل واحد منهما رسم ملامح هذا الوطن بطريقة مختلفة تعبّر في عمقها عن صراع بين القيم الإسلامية والثقافة الغربية.
تدور أحداث الفيلم، في الحقبة التي شهدت هزيمة فرنسا أمام ألمانيا، حيث تغيّرت موازين القوى في الجزائر الذي شهد استقواء الحركة الوطنية الجزائرية، مما أدى إلى نشوء حرب شرسة تُعرف بأحداث 8 مايو 1945 خاضها الشعب المسلم الحالم بغدٍ أفضل ضد المستعِمر الخائف من فقدان امتيازاته ووقع ضحية هذه الحرب الآلاف من المسلمين.
هذا التغيير الجذري في الأحداث السياسية طال عائلة “زناتي”، فانقسم الشقيقان، ليختار الإبن “محفوظ” طريق النضال السياسي وتأييد إلغاء قانون الأهالي وتحقيق المساواة بين المسلمين والمستعمرين، في حين تكتشف شقيقته نجمة عن طريق أخيها والرجل الذي تحبه “جزائر” أكثر تعقيداً من تلك التي رسمها والدها في مخيّلتها والتي تعبّر عن صورة الاعتدال. وهنا، يضيع الوالد الذي يختار عدم الانحياز في البدء، لينتهي به الأمر شاهداً على أكبر المجازر بسبب إبنه محفوظ.
الفيلم من بطولة: سهيلة معلم، فضيل عسول، مراد أوجيت، مهدي رمضاني، سيزار دومينيل، جاك سير وأليكس رانغار. وهو من إخراج جعفر قاسم، وإنتاج المركز الجزائري لتطوير السينما ووزارة الثقافة، وسيناريو: صلاح الدين شيهاني، جعفر قاسم وكهينة محمد أوسعيد. ومنذ بدء عرضه قبل أسبوعين يشهد الفيلم إقبالاً جماهيرياً واسعاً في مختلف دور العرض في الجزائر ويحقق أرقاماً قياسية خيالية.

يُذكر أن الفيلم كان قد تعذّر عرضه ومشاركته بجائزة الأوسكار هذا العام بسبب جائحة كورونا.

اقرأ ايضاً
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.