بأية حالٍ عدتَ يا عيدُ

لطالما ارتبطت التحضيرات لمناسبة أعياد الميلاد المجيدة بالبهجة فينطلق  الناس كباراً وصغاراً يزينون الأشجار على ذات اليمين وذات الشمال بأبهى الألوان والزينات، في عيد الميلاد المجيد ينشر الناس رسالة المحبة والسلام، على أمل أن يشاهدوا أوطانهم جنة وارفة الظلالِ تتناغم على أغصان أشجارها الأماني والأحلام.

إلا أن هذا العام،  أين هي رسالة المحبة والسلام ومجازر يومية تُرتكب بحق الإنسانية والطفولة وبحق جميع الأديان ، وليس هناك مؤازر ولا رافد ولا حتى معارض لرفع العدوان،  بحجة حق الدفاع عن النفس.

 

نعم عُدت يا عيد،  لكن كيف لنا أن نعيّد ونشتري الحلوى والملابس الجديدة بينما هناك من يعجز حتى عن شراء الأكفان ، كيف لنا أن نضحك وثمةَ غصة  بقلوبِ امهاتٍ ثكالى وأطفالٍ أيتام ،كيف لنا أن نحلم بالمستقبل الواعد  و ثمة صواريخ تقتلُ وتفتك في كلِ لحظةٍ أرواح َوأحلامَ  العشرات ، كيف لنا أن ننعم بدفء الموقد والعائلة وهناك من يرتعش من برد العراء ويرتجف ويذرف الدمع حزناً على فقد الأحباء.

لذلك تقتصر احتفالات أعياد الميلاد المجيد هذا العام  في مهد المسيح رمز المحبة والسلام ، على إقامة الصلوات داخل الكنائس أملاً بانتهاء الظلم وأن ينعم الجميع بالأمان وأن تلتئم الجراح ويسود العدل ، وأن يحترم الإنسان أخاه الإنسان، لا لشيء إلا لأنّه إنسان، تزامناً مع حربٍ ضروس لا ترحم لا الحجر ولا البشر ولا قداسة المكان.

 

تستحضرنا صرخة المتنبي :

 

عيد بأية حال عدت ياعيد بما مضى أم بأمر فيك تجديد

أما الأحبة فالبيداء دونهم فليث دونك بيدا دونها بيد

إني نزلت بكذابين ضيفهم عن القرى وعن الترحال محدود

جود الرجال من الأيدي وجودهم من اللسان فلا كانوا ولا الجود

ما يقبض الموت نفسا من نفوسهم إلا وفي يده من نتنها عود

 

إعداد رانيا أيوب

اقرأ ايضاً
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.