خاص: جمانة ياسين مسيرة نجاح متواصلة

إنّ للمرأة أثراً كبيراً في تقدّم الأمة وازدهار البلاد، لأنها المدرسةُ الأولى التي يتلقى فيها الأولاد ثقافتهم  إنها أساس التقدم وبانية الأمجاد، المرأة تعمل ، تكافح ، تناضل رغم النوائب والأحزان ، حياتها حافلة بالعطاءات ، المرأة هي الأرض الطيبة وهي الفنّ والجمال والحياة ، تعطي ، تهب ، تبذل ، تعلم ، تربي  تنشئ ، إنها صانعة الأمجاد وبانية الحضارات .

خلال تواجد السيدة جمانة ياسين رئيسة تحرير مجلة الشرقية السعودية في أسبوع باريس هوت كوتور للإشراف على عرض مجموعة المجوهرات الإيطالية الراقيةDamiani ، كان لنا معها هذا الحوار وحدثتنا عن مسيرتها  :

السيدة  جمانة أنس ياسين ،والدتها الأديبة السعودية سميرة خاشقجي ( 1935 – 1986) ابنة أول طبيب للعائلة المالكة في السعودية ، تزوجت عام 1954 من رجل الأعمال المصري محمد الفايد لتنفصل عنه لاحقاً بعد انجاب ابنها دودي الفايد الذي توفي بحادث سير رفقة الأميرة ديانا عام  1997، وبعد انفصالها عن  والد ابنها تزوجت الاديبة سميرة خاشقجي من دبلوماسي وسياسي رفيع المستوى هو أنس يوسف ياسين والذي كان حينها سفيراً للسعودية في الهند وأنجبت منه ابنتها جمانة .

ونظرا لكون السيدة سميرة كانت كاتبة وأديبة مرموقة لديها العديد من الروايات التي أُنتجت أفلام في السينما، ومن أهم رواياتها ” بريق عينيك ” وعصفور الشرق ” ،  وآخرها  “تلال من الرمال “عام 1983 صدرت  عن دار الشرقية التي أسستها عام 1974 ان لها عيناً نافذة ، قلباً واعياً ،وذهناً منفتحاً ، فأسست مع السيدة مظفر أدهم والأميرة سارة الفيصل وشقيقتها الأميرة لطيفة ” جمعية النهضة النسائية ” عام 1962 وأيضاً “نادي فتيات الجزيرة الثقافي“.

 

إذن السيدة جمانة نشأت في كنف عائلة منحتها نسباً كريماً ، ونفساً نقية ، ولساناً فصيحاً ، وارادة أصقلتها الحياة  وشخصيةً قويةً قادرةً على التحكم بالأمور في ساعات المحن .

حدثتنا السيدة جمانة بأنَ  بعد وفاة والدتها  عام 1986 , أخذت على عاتقها إدارة مجلة الشرقية التي أسستها السيدة سميرة خاشقجي  عام 1974، وكانت قد تلقت دورات تدريبية على يد الصحفي والكاتب الكبير مصطفى أمين ، مما صقلَ موهبتها وساعدها في إدارة المجلة ولكن بنفحة تتماشى  مع الحداثة والتطور التكنولوجي ، ومواضيع تهم المرأة كالموضة وأخبار الفن باللغتين العربية والإنجليزية .

 

وذكرت السيدة جمانة ياسين انها اكملت دراستها في مدرسة لاروزيه في سويسرا والتحقت بمجلة كوزموبوليتينCosmopolitan Magazine و Town & Country لتنمية موهبتها في الــ Maison Page . وكان حلمها منذ طفولتها أن تخوض عالم الصحافة بشكل عام ,  وساعدها في تحقيق هذا الحلم الصحفي الكبير الأستاذ/ مصطفي أمين وتأثرت به كتيراً . وكان شغفها في تنسيق وعمل تصميمات داخلية Graphic Designer لمواضيع المجلات.

 

أضافت السيدة جمانة أن بعد وفاة والدهاعام 1974 إثر حادث سير في إزمير، وكان في وقتها سفير السعودية في تركيا ، كان لخالها عدنان خاشقجي ولعمّها حسان ياسين دوراً داعماً في حياتها ، لطالما لجئت اليهما لطلب المشورة ، وكان مصدر للقوة والحث على المثابرة وتخطي الصعوبات مهما تعاظمت .

أعربت السيدة جمانة عن امتنانها لزوجها الدكتور هشام بشارة الذي لم يتأخر عن مؤازرتها وتقديم كل الدعم لها بعد وفاة والديها وأخوها غير الشقيق دودي الفايد ، فكان ميمون الطالع ، سلاحهُ التفائل ، وزادهُ الأمل لا يتبرم ولا يضجرُ ، وساعدها على تخطي كل الصعاب،

كذلك كل من ولديها أحمد بشارة الذي  رغم عمله الخاص في دبي لم يتوانى عن تولي مهمة تنسيق التعاون الإعلامي مع أهم الماركات العالمية ، ومعاونتها في إدارة المجلة ، وابنها الثاني كريم بشارة والذي يعمل بمجال الإعلام في نيويورك ، الذي تولى بدوره مهمة إدارة القسم الإنجليزي للمجلة .

وفي هذا السياق أعربت عن شكرها و تقديرها الى كبار الصحفين الذين وقفوا بجانبها في تلك الفترة من حياة المجلة واخصت بالذكر إدارة مكتبها في جمهورية مصر العربية.

 

وفي الختام عندما سألناها عن نصيحتها لكل إمرأة طموحة أجابت: نصيحتي لكل امرأة طموحة بأن الطموح يلعب دورا هاما في تحقيق نجاح المرأة مهنيا، فكلما زاد طموح المرأة، كلما زادت قوة إرادتها لتحقيق أهدافها وكل أحلامها ، جميلٌ أن يتطلع الإنسان ليكون الأفضل في كل شيءٍ، سواءً في حياته الأسرية أو المهنية.

وبالطبع فإن هذا يتطلب وقتاً وجهداً غير قليلٍ خاصة بعد الانفتاح وازاحة الطريق لدور المرأة وتأثيرها في بناء المجتمع في شتي المجالات. لثقة المرأة بنفسها دور كبير في تحقيق نجاحها مهنيا، فالمرأة الواثقة في نفسها تملك موهبة في تحقيق نجاحها مهنيا، لأنها تعلم ما تمتاز به من مقومات تساعدها في تحقيق أعلى معدلات النجاح عندما تستغلها الإستغلال الصحيح.

إعداد رانيا أيوب

اقرأ ايضاً
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.