عيد ميلاد مجيد

عيد ميلاد مجيد

يُعتبر تزيينُ شجرة الميلاد من أبرزِ  تقاليد عيد الميلاد المجيد على مر العصور ، فهي تُقامُ خصيصاً للمناسبة ، لكن من أين جاء هذا التقليد وكيف نشأت  وتطورت الزينة عبر العصور ؟

شجرة الميلاد

قصةُ  شجرةِ الميلاد نقصها لكم في هذا المقال :

عيد الميلاد ، مناسبةٌ يحتفلُ  بها  سنوياً معتنقو الديانة المسيحية حول شجرةٍ تتألقُ بالزينةِ والأنوار ، وإقامة شجرة عيد الميلاد تقليدٌ يعودُ إلى القرن السادس عشر ،

ظهرَ  في منطقةِ الألزاس في  شمالِ فرنسا، والتي كانت تابعة لالمانيا آنذاك ، ففي الحادي والعشرين من ديسمبر كانت تُقطعُ أشجارٌ دائمةِ الخُضرةِ لاستقبال العام الجديد ثم تُزينُ بالتفاح والسكاكر وأكوازِ الصنوبر،  وما أن ينتهي العيد يُسرع الأولاد لهزِ هذه الأشجار ليتساقط منها مالذ وطاب من الحلويات.

منطقةِ الألزاس ‏

ومع مرورِ الوقتِ أُثريت شجرة الميلاد بالدمى والشرائط البراقة ، وفي منتصف القرن السابع عشر بدأ العديد من الناس وضع اثنتا عشرةَ شمعةً ترمزُ إلى أشهرِ السنة ، ويحكى أنهُ في عام ١٨٥٨ حين ضربَ الصقيع موسم التفاح ، ابتكرَ نافخ زجاج الكرات الزجاجية الملونة  التي ما لبثت بأن حلت بمكان التفاح كأداة للزينة بشكلٍ دائم .

‏بيدَ أن شجرة الميلاد ظلت حتى منتصف القرن التاسع عشر تقليداًمحصوراً  بمنطقة الألزاس والمدن الألمانية ، إلى أن حمل نبلاء ألمانيا عادات بلادهم إلى قصور كلٍ من فرنسا وبريطانيا والنمسا من خلال المصاهرة مع أمراء تلك القصور .

منطقةِ الألزاس ‏

وبالنسبةِ لاقامة أول  مغارة لعيد الميلاد في التاريخ  فُتنسب للقديس فرنسيس الأسيزي الذي نصَبها  في أحدِ كهوف إقليم « أبروتسو » في إيطاليا عام ١٢٢٣ م،إلا أن فكرتها في بادىء الأمر كانت  عبارة عن عرض مسرحي متنقل ، بيد أنه تزامنا مع نشوء الحركة البروتستانية إبتداءاً من القرن السادس عشر أخذ الكاتوليك بإقامة العروض في الكنائس وذلك لإظهار كيف تجسد يسوع المسيح عبر ولادتهِ .

ومع حلول القرن  السابع عشر وتحديداً في نابولي ، بدأ انتشار تقليد إقامة المغارة في المنازل ، كذلك الأمر في منطقة البروڤانس جنوب فرنسا  إبان الثورة الفرنسية  تزامناً مع رواج التماثيل الفخارية في القرن التاسع عشر .

أما في ما يخص تقليد تبادل الهدايا بالعام الجديد فهو تقليد قديم يعود للرومان ، فكانوا يتبادلون هدايا طعمها حلو كالتين والتمر والعسل ليكون عامهم حلواً وجميلاً .

ومن العادات المهمة حينها في فترة الميلاد ، طواف الأطفال على المنازل ليحصلوا على قطعة حلوى أو تفاحة أو نقود ، تأملا بغدٍ مشرق لهم .

ميلاد مجيد

‏لطالما حمل  توزيع الهدايا في بداية كل عام بشائر إزدهار آتٍ ، والجدير بالذكر أنه وبعد وصول عيد القديس نقولا إلى أمريكا مع المستوطنين الأوائل في القرن السابع عشر ، ومع الوقت تحول إلى شخصية سانتا كلوز التي نعرفها اليوم ، وهذه الشخصية تبلورت  في القرن العشرين ،  لا سيما في فرنسا بعد الحرب العالمية الثانية ،  ومنذ ذلك الحين بدأ عيد الميلاد الديني يأخذُ طابعاً استهلاكياً مع الهدايا المادية وشخصية بابا نويل.

 

كتابة رانيا أيوب

اقرأ ايضاً
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.