ألقى العام الجديدُ مراسيه

ألقى العام الجديدُ مراسيه  ومر على ذلك عدة أيام ، فأشرقَ الأملُ في النفوسِ ، وبدت  البهجة  مرتسمةً  على الوجوه مع غصة مخبئة بسبب ما يجري من أحداث لا يقبلها عقل ولا يتحملها قلب إنسان ، إنني أشعرُ وأنا أستقبلُ العامَ الجديدَ أنني أريدُ أن أكونَ صديقةً له مخلصةً لأوقاتهِ ، أحافظ عليها فلا أدعُها تضيعُ ، أو تذهبُ سدى .

كم أتمنى مع بداية هذا العام ، أن أدركَ المنى ، وأعوض ما فاتني من خسارة في أيام مضَتْ ، وأعوامٍ سلفتْ ، أرغب أن يبارك الله بوقتي كي أحقق ما أتمناه لنفسي في المستقبل وأن أتعظ من عثرات الآخرين .

أتمنى لعائلتي السعادة ، التراحم ، التوادد، رغد العيش والحياة الهنيئة ، أن يُخلص أحدهم للآخر وأن يتوجهم  الله بالستّر والعافية ، وأن يُلبسهم تاجَ الغنى ، ويتوشَّحوا بوشاح التعاون ، وأن يُعرفوا بين الناس بعذوبة حديثهم ودماثة أخلاقهم وأن يعتمدوا على أنفسهم في بناء حياتهم .

أتمنى لبلدي المجد والازدهار ، أن يكون ميمون الطالع وأن يعم الخير والفرح في أرجاءهِ فتبتسم الوجوهُ وتُبلغَ الأماني ، وأن يكون منبراً للقلمِ رفيعَ المنزلة  كما عهدناه ، وأن تمتلئ ربوعه بكل ما هو للنفسِ راضي فبلدنا أرض الخير والعطاء  ، وأن يعيش الجميع بسلام ومحبة  وطمأنينة وراحة بال .

أتمنى أن يجتمعَ العالم ُ على المحبةِ والوئام وأن ينتشرَالسلامُ الذي يقوم  على التوازن العادل بين الشعوب ، وعلى احترام حقوق الإنسان ، كم أتمنى أن ارى القويّ يَمدُ يَده للضعيف لينقذه من مخالب الحرب والفقر والتعاسة ، وأن تنتهي الصراعات الدامية وما أفضت اليه من شتات ودمار .

وآخيرًا أتمنى لو يفهم البشر أنهم وجدوا في هذه الحياة دونما إذن يُرتجى منهم ، وأن عليهم التعاون فيما بينهم ليسود العدل ، ويسقط َالظُلم ، وتعلوا راية الحقّ .

وهذه  فدوى طوقان  صلت ضارعة للعام الجديد حين قالت:

أعطنا حبّاً ، فبالحبّ كنوز فينا تتفجرْ

وأغانينا ستخضَرُّ على الحبِّ وتُزهر

وستَنَهل عطاء وثراءً وخصوبة

أعطنا حباً فَنبنْي العالمَ المنهارَ فينا من جديد

 

أعطنا أجنحةً نفتَحَ بها أفق الصعود

ننطلقُ من كهفنا المحصور من عزلة جدران الحديد

أعطنا نوراً يشققُّ الظلمات المدلهمَّةْ

وعلى دفقِ سناه ندفعَ الخَطوِ إلى ذروة قمة

نَجتْني منها انتصاراتِ الحياه  .

 

المدلهمة : المظلمة

سناه : ضياؤه

 

إعداد رانيا أيوب

اقرأ ايضاً
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.